التحديات التي يواجهها التعليم عن بُعد هي العوائق والمشكلات التي يمكن أن تمنع أو تقلل من فعالية التعليم عندما يتم توصيله عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الإنترنت والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والتطبيقات التعليمية وغيرها من الوسائل التقنية. وتشمل التحديات التي يواجهها التعليم عن بُعد مشكلات تقنية، ومشكلات تعليمية، ومشكلات صحية بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية. وفي هذا المقال سوف نبرز أهم التحديات التي يواجهها التعليم عن بعد
1- الإحساس بالعزلة
البشر بطبيعتهم اجتماعيين. يحب معظم الناس التفاعل مع الآخرين والتعرف عليهم، خاصة في الأوساط الاجتماعية. وعلى الرغم من أن الطلاب يتفاعلون مع زملائهم في الفصل عبر تطبيقات Zoom أو Google Meet وغيرها. إلا أن هذا التفاعل يختلف عن التفاعل المادي في الواقع. مع أن التعلم عبر الإنترنت يمنح للطلاب القدرة على الدراسة والعمل ومتابعة اهتمامات أخرى في نفس الوقت. لكن غياب زملائهم والمعلمين في البيئة المباشرة يمكن أن يجعل الطلاب يشعرون بالعزلة. ويبدأوا في الشعور بالانفصال عن الفصل وقد لا ينخرطون بالطريقة المعتادة في البيئة العادية. لذلك ليس من المستغرب أن يقوم الطلاب بإيقاف تشغيل كاميرات الويب الخاصة بهم والنعاس في أثناء الفصول الدراسية عبر الإنترنت. وهذا لا يؤدي إلى تعزيز عدم الانضباط فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى انخفاض الأداء الأكاديمي للطلاب حيث لا يمكن للمدرسين تلبية احتياجات كل طالب شخصيًا.
2- عدم وجود حافز للاستمرار
يبدأ معظم الطلاب تلقي دروسهم عبر الإنترنت وهم في قمة الاستعداد والحماس. ولكن مع تقدم الوقت يجدون انفسهم أصبحوا غير متحمسين حتى لحضور الفصول الدراسية. وبسبب قلة التفاعل وجهًا لوجه في الفصول المدرسية، يجد بعض الطلاب صعوبة في التركيز خلال الفصول الدراسية عبر الإنترنت. لأن غياب وجود المدرسين و زملاء الدراسة يقلل الشعور الطلاب بالتحفيز الذي يحتاجوا لحضور الفصول الدراسية في الوقت المحدد. كما انه قد يؤدي إلى انخفاض درجاتهم وتدني مستواهم ألأكاديمي.
3- نقص المعدات الفنية
من أجل حضور دروس التعليم عن بعد عبر الإنترنت والنجاح فيها، يحتاج الطلاب إلى الأجهزة التي يتصلوا عن طريقها بالإنترنت، مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبي والمحمول، أو الهواتف، أو الأجهزة اللوحية. ونظرًا لأن هذه الأجهزة مكلفة ومرتفعة الثمن، فقد نجد العديد من الطلاب غير قادرين على شرائها، وخاصًة الطلاب ذوي الدخل المنخفض.
4- المشاكل التقنية
تتراوح المشكلات التقنية التي قد يقابلها من يتعلمون عن بعد. ما بين انقطاع في الاتصال بالإنترنت إلى الأعطال التي قد تصيب أجزاء من الأجهزة أو البرامج التي يستخدمنها للتواصل عبر الإنترنت. حيث تنشأ الكثير من هذه المشاكل بسبب عدم فهم الطلاب لكيفية التعامل مع الأجهزة والتطبيقات بالشكل السليم. إضافة إلى ذلك، فإن سرعة الإنترنت لها دور هام في مدى سرعة حضور الطلاب للفصول الدراسية. لذلك، فإن ضعف الاتصال بالإنترنت يؤدي إلى تغيب الطالب عن دروسه ووجود مشكلات في مشاهدة الفيديوهات التعليمية والتعامل مع التطبيقات التدريبية.
5- الانحرافات عبر الإنترنت
في أثناء دراسة الطلاب عبر الإنترنت، يجد الطلاب العديد من الفرص للانحراف عن متابعة دروسهم وأنشطتهم التعليمية. فقد تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في سحب الطلاب إلى مناقشات غير مجدية أو حتى الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام. وتساهم كل تلك المشتتات في إهدار الوقت وفقدان التركيز لدى الطلاب وتقليل فعالية التعلم عن بعد.
6-ذوي الاحتياجات الخاصة
قد يواجه بعض الطلاب مشكلات في الفصول الدراسية عبر الإنترنت بسبب صعوبات التعلم أو الاحتياجات الخاصة. فقد يحتاج الطلاب الذين يعانون من عسر في القراءة أو التوحد أو ضعف البصر أو ضعف السمع أو أي صعوبات أخرى إلى مزيد من الاهتمام لمتابعة دروسهم الأكاديمية. حيث انهم يحتاجوا إلى متابعة دروسهم عبر الفصول العادية ومن خلال مدرسيهم أفضل من متابعة تلك الدروس عبر الإنترنت.
7- الآثار السلبية على الصحة
تتمثل إحدى تحديات التعلم عن بُعد التي تعد أكثرهم أهمية، تأثير التعلم عن بعد على الصحة البدنية والعقلية للمتعلمين. فبسبب جلوس المتعلمون على كرسي ويحدقون في الشاشة لفترات طويلة، قد يتسبب هذا في آلام الجسم وإجهاد العين والصداع. كما أن عدم وجود جدول محدد للنوم والراحة قد يتسبب للدارسين في الإجهاد البدني والعقلي وقلة التركيز مما يؤثر على كفاءة التعلم. هذا بالإضافة إلى أن قلة التنقل من وإلى المؤسسات التعليمية، يسبب في تقليل الفائدة التي كان يتلقاها الدارسين لأجسادهم من المشي والجري وممارسة الأنشطة مع أقرانهم. مما قد يتسبب في عدم حصول المتعلمون على ما يكفي من النشاط الحركي الذي هم بأمس الحاجة إليه.