هناك العديد من المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها الطلاب من أجل تحسين أنفسهم. حيث يجب تدريس العديد من هذه المهارات للطلاب في سن مبكرة وتعليمهم كيفية ممارستها في أثناء فترات نموهم وتطورهم. تعد المهارات مثل حل المشكلات والتعاون والتفكير النقدي أمرًا حيويًا للطلاب داخل وخارج الفصل الدراسي. ومهارات التفكير النقدي مهمة بشكل خاص لتنمية الطلاب. حيث يحتاج الطلاب إلى مهارات التفكير النقدي في العديد من المواقف الحياتية. مثل محاولة حل معضلة رياضية أو اكتشاف أفضل طريقة للانتقال من منازلهم إلى العمل أو حل أي نوع من الألغاز.
السؤال الأكثر شيوعًا الذي يطرحه المعلمون هو كيفية تطوير التفكير النقدي لدى الطلاب. التفكير النقدي هو تحليل الحقائق والمعلومات لتشكيل الحكم عليها. هناك الكثير من الطرق التي يمكن ممارستها داخل وخارج الفصل الدراسي التي بدورها ستساعد في زيادة مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب.
1- إلقاء الأسئلة:
طرح الأسئلة تعد من أسهل وأبسط طرق تعزيز التفكير النقدي لدى الطلاب. وتعتمد هذه الطريقة على طرح أسئلة مفتوجة على الطلاب. مما يساعدهم على التعمق أكثر في إجاباتهم. لذا يجب أن تكون الأسئلة المطروحة لايمكن الإجابة عنها بــ "نعم" أو "لا"، على سبيل المثال، بدلًا من سؤال الطالب، هل الرياضة مهمه لجسم الإنسان؟ يتم سؤاله سؤالًا مفتوحًا مثل، هل يمكنك أن تعطيني توضيحًا لماذا الرياضة مهمة لجسم الإنسان؟ حيث إن طرح الأسئلة المفتوحة على الطلاب تمنحهم الفرصة للتعرف أكثر على الموضوع الذي تم السؤال عنه. بالإضافة إلى أنها تعزز لديهم القدرة على المناقشات ومهارات حل المشكلات. كما أنها توضح مدى استيعاب الطالب وفهمه للموضوع محل السؤال، ولتشجيع الطلاب على المزيد من التفكير، يمكن طرح الأسئلة التالية عليهم: • هل يمكنك أن تعطيني مثالًا؟ • هل يمكن أن تكون أكثر دقة؟ • هل هناك طريقة أخرى لتعلم هذا؟ • هل يمكنك شرح هذا ببساطة أكثر؟
2- إقامة المناقشات الجماعية
نظرًا لأن جزءًا كبيرًا من التفكير النقدي لدى الطالب عبارة عن تطبيق ما تعلمه، لذا يجب تشجيع الطلاب على المشاركة في مناقشات جماعية للتعبير عن أفكارهم وأرائهم. ويتم ذلك عن طريق طرح موضوع على الطلاب داخل المناقشة الجماعية، مع السماح لهم بأن يتبادلوا أرائهم حول هذا الموضوع. تزود المناقشات الجماعية الطلاب بمعرفة جديدة وتساعد أيضًا في تنمية مهارات الاتصال لدى الطلاب، التي تعد مهمة جدًا لتطوير التفكير النقدي.
3- التعلم المتمركز حول حل مشكلة
التعلم المتمركز حول حل مشكلة هي طريقة تشجع الطلاب علي استخدام مهارات التفكير الناقد. وفيها يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات. ومن ثم طرح مشكلة ما مطلوب وضع حل لها على تلك المجموعات. ويقوم الطلاب بتبادل الأفكار والمعلومات فيمَا بينهم في كل مجموعة على حِدَى من أجل التعامل مع المشكلة وإيجاد حل لها. ويتم ذلك عن طريق عدد من الخطوات تتم في كل مجموعة على حدى وهي كالتالي:
- استكشاف المشكلة: حيث يبدأ الطلاب في التعرف على المشكلة وجمع المعلومات التي تتعلق بها.
- العصف الذهني: يبدأ الطلاب في طرح أرائهم وأفكارهم للحلول الممكنة لتلك المشكلة.
- استخلاص الحل: يقوم المعلم بمساعدة الطلاب علي كيفية المناقشة والتعلم من بعضهم البعض، حتى يمكنهم الوصول إلى الحل الأمثل للمشكلة.
- وضع الحل النهائي: على كل مجموعة وضع الحل النهائي للمشكلة من تصورها. كما يجب علي الطلاب في كل مجموعة شرح الخطوات والإجراءات التي يجب اتخاذها لحل المشكلة لباقي المجموعات.
4- ممارسة التعلم النشط
إن الهدف الأساسي لتعلم التفكير النقدي هو أن يتحول الطلاب إلى متعلمين نشطين. حيث يميل غالبًا الطلاب إلى حفظ المواد التي يتعلمونها دون التفكير فيها أو ربطها بأي معرفة سابقة لديهم. ولذلك، من الأهمية بمكان ربط هذه المعلومات والمفاهيم التي يتعلمونها بالخبرات السابقة لديهم. حيث يؤدي ذلك إلى تسريع الإدراك وتعزيز الذاكرة عبر روابط قوية. ويساهم تعلم التفكير الناقد في قدرة الطلاب على تحليل المعلومات وعدم قبولها على وجه السرعة. وعلى هذا، يُعَدُّ التفكير الناقد مهارة أساسية في الفصول الدراسية ومهارة حياتية أساسية لمعظم المهن المستقبلية للطلاب.
5- تعزيز الإبداع
إن الخيال والإبداع هما العمود الفقري للتفكير النقدي لدى الطلاب. لذا يمكن استخدام الإبداع في توضيح مشكلة ما لإيجاد حل لها باستخدام الخيال. حيث يبدأ الطلاب في رؤية المشكلة المعروضة عليهم بشكل مختلف ويستخدمون تفكيرهم النقدي للوصول إلى نتيجة إيجابية والوصول إلى حل لها. ويمكن للمعلمين تعزيز الإبداع بين الطلاب عن طريق:
- مطالبة الطلاب بإنشاء عرض تقديمي بالفيديو أو الصوت
- استخدام الحس الفني في رسم لوحة فنية تجسد المشكلة
- كتابة قصة أو قصيدة تبرز جوانب المشكلة كل ذلك سيساعد الطلاب على تبني وجهات نظر جديدة والتعلم من تجاربهم الخاصة.